معظم الناس في هذا العالم غير متعلمين ماليا،
حقيقة المال لا يبدأ بين يديك، بل يبدأ في عقلك و هذه المعتقدات المالية التي
يتبناها الناس اليوم والتي تعود إلى عصر الثورة الصناعية هي مثل الأبقار المقدسة.
الجميع يقول لك اذهب إلى المدرسة لكنهم لا يعلموننا شيئا عن المال في المدرسة. لقد علمونا الكثير من الأشياء التي أصبحت لا تصلح اليوم. هذا التفكير عفا عليه الزمن، هذه الأفكار تسبب لي الناس مشاكل مالية كبيرة لأنهم يتبعون نصائح منتهية الصلاحية، عالم اليوم مختلف عما كان عليه سابقا، واليوم قد حان الوقت ليقوم أحدهم ويدمر هذه الأبقار المقدسة حتى يتوقف الناس عن المعاناة.
البقرة المقدسة رقم واحد وهي اذهب إلى المدرسة:
الكثير من الناس يظنون أني ضد المدرسة هذا غير
صحيح أنا ضد الجهل، أنا أحب التعليم كثيرا لكنني أكره أن أكون غبيا حاليا، أعتقد
أن التعليم اليوم هو شيء مهم كما لم يكن من قبل، المشكلة أن المدرسة تركز فقط على
نوعين من التعليم أولا التعليم الأكاديمي وهو مهم للغاية. الكتابة والقراءة
والحساب يجب أن تتعلم هذه الأمور إنها الأساس والنوع الثاني من التعليم هو التعليم
المهني.
فإذا كنت تريد أن تصبح محاميا أو محاسبا أو
معلما، فحينها يجب عليك أن تذهب إلى المدرسة وتحصل على الشهادة، ولكن النوع الآخر
من التعليم الذي لا نراه أبدا في النظام المدرسي هو التعليم المالي الجزء الأهم في
التعليم المالي هو امتلاك قوائم مالية بيان الدخل والنفقات، فقوائمك المالية ستبين
لك إن كنت ذكيا في التعامل مع المال أولا الشيء الذي لا أحبه في المدرسة هي أنها
تعلم الناس فقط طريقا واحدا وهو أن تعمل لصالح الأثرياء، وشيء الثاني هو أنهم
يحكمون على الأطفال بالذكاء والغباء منذ الصغر، وسبب تحسس من هذا الأمر هو أنهم
صنفوني على أني غبي في سن مبكرة جدا. و المشكلة هو أني لم أكن غبيا، وإنما كنت
أشعر بالضجر، ولم أكن مهتما إذا في المدرسة يمكنك أن تحصل على شهادات عالية ماستر
ودكتوراه، لكن من دون أن تتعلم أي شيء عن المال عن كيف ستسير أمورك عندما تخرج من
المدرسة. البعض يقول لي لقد درست المحاسبة في المدرسة هل للمحاسبة تعليم مادي ليس
حقيقة هم لا يعلمونك عن الاستثمار وعن القوانين والضرائب ولا عن التاريخ. المشكلة
في المدرسة هي أنها تضعنا في وضعية الاعتماد، تجعلنا نعتمد على ثلاث أشياء على
الشركات أو الحكومة وشركات التأمين والتقاعد هذا محزن للغاية.
والآن، مع واحدة من أكبر الأبقار المقدسة، وهي أحصل على وظيفة أو اذهب إلى المدرسة، وأحصل على وظيفة:
المشكلة في الحصول على وظيفة هو الضرائب من
تظنون أنه يدفع أعلى الضرائب أصحاب المشاريع، أما الموظفون سأعطي الكلمة لمحاسبي
من الواضح أن الموظفين هم من يدفعون أعلى نسبة من الضرائب والمستثمرون وأصحاب
المشاريع هم من يدفع أقل نسبة من الضرائب إذا نظرنا إلى النموذج الرباعي للتدفقات
النقدية لدينا إي وآس و بي و آي من يذهبون إلى المدرسة يعملون في الجانب ايوا إس آ
ستعني اختصاصي مثل طبيب أو محامي.رأيت عني موظف، لكن حقيقة الأطباء والمحامون هم
من يدفع أعلى الضرائب إذا عندما تذهب إلى المدرسة، وأمي أنا كانت تريدني أن أصبح
طبيبا لو أني اتبعت نصيحتها كنت سأدفع أعلى الضرائب الممكنة، صحيح أنهم يكسبون
الكثير من المال لكنهم أيضا يدفعون أعلى نسبة من الضرائب والتخفيضات الضريبية
دائما ما تكون في صالح أولئك الذين يخلقون مناصب الشغل وهم رجال الأعمال أولئك
الذين يبنون العقارات والمشاريع لأن هذا ما تحتاجه الحكومة هي تريد من القطاع
الخاص أني خلق مناصب شغل وأن يبني السكن. ولهذا فهي تكافئهم على هذا الشيء
بإعطائهم امتيازات ضريبية لأنها تريد منهم فعل ذلك. يمكن القول أن قانون الضرائب
هو نظام مكافأة لأولئك الذين يفعلون ما تريده الحكومة.
وهناك خرافة أخرى دائما ما يلحقونها بفكرة أحصل على وظيفة وهي أحصل على وظيفة أمنة ومستقرة. وكأن هذه الوظيفة ستبقى لك طوال حياتك، ولو أنك تنظر فقط إلى الجرائد فسترى أن آلاف الناس يخسرون وظائفهم، وهذا يعني أنه لا يوجد شيء اسمه وظيفة آمنة ومستقرة فكرة الوظيفة الآمنة والمستقرة تعود إلى الثورة الصناعية. الخيار الوحيد الذي تضعه المدرسة في رأسك هو اذهب واحصل على وظيفة. وجميعنا ممن كبر محاطين برجال الأعمال أو أصحاب مشاريع، بل كبرنا محاطين بالموظفين ومن دون التعليم المالي، يجب عليك أن تحصل على وظيفة، والشيء المحير اليوم هو أن الكثيرين ممن يفقدون وظائفهم اليوم يرجعون إلى المدرسة ليحصلوا على شهادة أخرى و يحصلوا على وظيفة غيرها.
هذا جنون نحن لا نقول أن الوظيفة شيء سيء، نحن فقط نقول أن وظيفتنا كرجال أعمال هي خلق مناصب الشغل فحقيقة أن الحكومة لا تخلق مناصب، الشغل هم يحتاجون لرجال الأعمال فنحن نكبر في المدرسة ولا نعرف أبدا أنه يوجد طريق آخر غير الوظيفة، ظننت أن كل ما يمكنني فعله هو الحصول على وظيفة ومشددا هذا ليس صوابا أو خطأ، ولكن كل ما أريد قوله هو أنني أود أن أعرف ما هي خياراتي، ففي المدرسة لا تسمع أبدا من يقول لك أكمل دراستك واحصل على شهادة حتى تصبح رجل أعمال، نحن لا نسمع هذا أبدا في نظامنا المدرسي المشكلة حسب وجهة نظري أن الوظيفة هي أخطر ما يمكنك أن تحصل عليه، لأنك في الوظيفة تملك زبونا واحدا وهو رئيسك، فلو أنه غير سعيد بما تقدمه فستخسر وظيفتك، لكن عندما تكون رجل أعمال فأنت تملك الكثير من الزبائن فلو أن أحدهم غير سعيد بما تقدمه فذلك لن يكون نهاية العالم فستملك حرية أكثر.
والآن مع بقرة مقدسة أخرى وهي تعيش تحت إمكانيتك:
هذا ليس جيدا، إن هذا يقتل الروح التي بداخلك. لماذا
ستعيش تحت إمكانيتك؟ ولكن للأسف الكثيرون يعيشون تحت إمكانياتهم لأنهم مضطرون لذلك
لأن البنوك تطبع المزيد والمزيد من المال وهذا ما يرفع من نسبة التضخم ومن الضرائب
وهذا ما يجعل الناس مضطرين للعيش تحت إمكانياتهم إذا كنت تعمل من أجل مرتب فأنت
تملك دخلا واحدا، وأنت تملك 24 ساعة في اليوم، فأنت دائما مرتبط بالوقت الذي
ستعمله والحل هو ليس بالعيش تحت إمكانيتك بل أن ترفع من إمكانياتك حتى تستطيع أن
تعيش الحياة التي تريدها والطريقة التي ترفع بها من إمكانياتك هي ببناء المزيد من الأصول
ليس السيارات ولا المنازل ولكن الأصول فسبب أن الكثيرين من الناس يعانون ماليا هو
أنهم لا يملكون أي تعليم مالي قد يكونون أطباء محامين محاسبين، لكن إن لم يعرفوا
الفرق بين الأصل والالتزام فسيستمرون في شراء الالتزامات بدلا من الأصول، وهذا ما
سيضطرهم دوما للعيش تحت إمكانياتهم.
أعتقد أن فكرة تعيش تحت إمكانيتك هي واحدة من
أكثر الأفكار التي تقتل الروح التي بداخلك، فالمدارس لا تعلمنا أي شيء من هذا، لكن
بالمقابل يعلمونك كيف تضع المال في البنوك، وهذا يعني فقط أن مالك سيخسر المزيد من
قيمته، هذا ليس تعليما ماليا، هم يعلمون الناس فقط كيف يعطون أموالهم للأغنياء. والشيء
المؤسف كذلك هو أن الأشخاص الذين يعيشون تحت إمكانياتهم هم من يدفعون أعلى الضرائب.
والآن مع بقرة مقدسة أخرى وهي ادخر المال:
في عام 1971 الرئيس الأمريكي نيكسون
قام بتعطيل تحويل الدولار الأمريكي مقابل الذهب. منذ هذا التاريخ، المال لم يعد
مالا، والناس لم يعودوا يدخرون المال، فمثلا قطعة من الذهب كانت تساوي ثلاثمئة
دولار في عام 2000 و هذه قيمة قطعة ذهب سنة 2010 وهي تساوي 1100 دولار وسبب قولنا أن المدخرون هم الخاسرون هو أنه منذ عام 1971 الدولار الأمريكي لم يعد
مالا بل أصبح دينا قيمته تنحط كل عام فكرة ادخار المال كانت فكرة جيدة في
الخمسينيات والستينيات. أما اليوم فهي أغبى شيء يمكنك فعله لأن النظام يسرق منا
ثروتنا وذلك من خلال الأوراق التي نعمل من أجلها والتي يسمونها المال والتي لم تعد
مالا أصلا، المال الحقيقي هو الذهب والفضة، فالمال هو شيء يحتفظ بقيمته لمدة زمنية
طويلة. لكن هذه العمولات اليوم تفقد من قيمتها كل يوم.
البقرة المقدسة التالية وهي اعمل بجد:
لأن والدي معلم في المدرسة صاحب تعليم عال
دائما كان يقول لي أنا رجل أعمل بجد، ولكن والدي الثري كان يملك نظرة مختلفة كان
يقول يجب أن تجعل الناس يعملون بجد من أجلك وأن تجعل المال يعمل بجد من أجلك. كان
هذا هو الدرس، فغالبية الموظفين تقريبا يكرهون دوامهم، ولكن رجال الأعمال يعملون
بشكل مختلف، هم يحبون أعمالهم لأنهم يواجهون التحديات والمشاكل، وهم يعملون بجد
أيضا ولكن ليس بالمعنى الذي يعمل بها الموظفون، المشكلة هو في أن تعمل بجد من أجل
المال.
لأن الأغنياء لا يعملون من أجل المال لأنك
عندما تعمل بجد من أجل المال فستدفع أعلى الضرائب، فبدلا من أن تعمل بجد من أجل
المال، اعمل بجد من أجل الأصول، وهذا لأن قانون الضرائب وضع من أجل بناء الاقتصاد
فأنت عندما تبني الأصول ستساهم في بناء الاقتصاد وعندها ستكافئك الحكومة بتخفيضات
ضريبية. الفرق الكبير بين أي وآس و بي وآي هو أن أيوه آس يركزون على الدخل، بينما
بي وآي يركزون على الأصول. قال لي والدي الثري ببساطة الأصل يدعو الملف يجيبك سواء
عملت أم لم تعمل والالتزام يأخذ المال من جيبك مثلا منزلي الذي أسكن فيه. الالتزام
لأنه يأخذ المال مني كل شهر، ولكن ممتلكات الأخرى التي أجرها هي أصول لأنها تضع
الملف يجيب كل شهر سواء عملت أم لم أعمل واحدة من الأشياء التي تجعل الكثيرين
يعانون اليوم هو أنهم يشترون الالتزامات ويظنونها أصولا. ولمعرفة المزيد عن الأصول
والالتزامات والثقافة المالية أنا أنصحك بمراجعة المقال التالي هنا إلى أن نلتقي
في مقال آخر.